أتذكر حتى اليوم، أواخر سبتمبر من كل عام في طفولتي، حين أتسلم كنزي الصغير، كتب المدرسة. برغم سخفها، وكرهي للمذاكرة إلا إنني لا أقوى على مقاومة فرحتي بكل هذه الكتب
أتربع على الأرض وأنثرها حولي، أحتضنها، أتنشق عبق الحبر والمطبعة، أتصفحها بلهفة، أطالع الصور والهوامش، فدائما تجذبني الهوامش أكثر من المتون نفسها. أرتبها مرة، وأخرى وأخرى ثم اتركها.
* * * * *
أتذكر جلستي بالساعات بين أكوام من الجرائد، أطالع شعار الأهرام برهبة، وأنظر له مرارا وأحلم بأن يسكن اسمي ضفتيها يوما ما، أحضر مقصا وأقص به الأخبار التي أراها مهمة، واحتفظ بها في حرص وكأني توصلت لأخطر أسرار الكون.
* * * *
أذكر جيدا أياما بلياليها عشتها بصحبة ”أدهم صبري ”في مغامراته، أذكر قلبي الذي كان ينفطر مرة حزنا عليه حين يجرح، ومرة غيرة من حبيبته التي يبادلها الحب ويبذل حياته لأجلها ولا يشعر بي أبدا ولا بمدى حبي، أذكر مدى رعبي من اليوم الذي يقرر فيه المؤلف أن ينهي حياته.
* * * * * * * *
أكثر من 16 عاما عشتهم بصحبة الكتب، منحوني فيها مئات الحيوات، ألف فرحة وألف دمعة، أكسبوني مئات الأصدقاء بعدد الشخصيات التي قرأتها وتطفلت على حياتها وعشتها. شكرا لكل كتاب عشت فيه وعشت به وتسليت به على مرارة أيام لا أدري كيف عشتها. شكرا كتبي الحبيبة. أصدقائي الأوفياء في هذا العالم.
0 تعليقات