اختلال ترتيب رقعة الشطرنج يربكني ويؤكد لي للمرة الألف أنني أقدس الروتين وأكره التغيير بل أخافه.
لا أعرف هل هؤلاء الذين نخسرهم حين يتحركون للبقعة الخاطئة في رقعة الشطرنج، نخسرهم لأنهم أصبحوا فعلًا في المكان الخطأ؟ أم لأنهم، الآن فقط، أصبحوا في المكان الصحيح، حيث الإضاءة المناسبة تكشف وجههم الحقيقي الذي لا نعرفه وبالطبع لا نحبه!
أشعر بالخوف يا "رفعت"، من قطعة الشطرنج التي ستتحرك في المرة المقبلة وأرى وجهًا آخر لها، والحركة التالية للقطع التي أحتمي بها الآن، والقطعة الأخرى التي يجب أن أفقدها لتستمر اللعبة.
بالمناسبة، مضى عام بالتمام يا "رفعت"، على رسائلي هذه، الرسائل التي من المفترض أن تكون يومية أكملت بالكاد متوسط رسالة لكل شهر، رغم أنني أتوق لك يا "رفعت"، وأجوع للكتابة.. وأفتقد تلك الأيام التي كنت أملك فيها رفاهية التمرد على ما هو مفروض من أجل أن أكتب. أن أتجاهل المذاكرة والليل الذي يتآكل سريعًا ويفصلني عن الامتحان، وأكتب.
اليوم، أكتم كل ما أريد أن أكتبه داخلي وأنا أعرف يقينًا أنني أقتله للأبد، وألعن ذلك الإحساس بالمسئولية الذي يقدره الآخرون كثيرًا فينا، ويمتنون لأجله، بينما هو في الحقيقة يقتلنا نحن.
أحاول أن أهون على نفسي، فأضعها على الجهة المقابلة، أفكر في شعوري لو أن أحدًا عاملني بهذه الصبيانية، وأخبرني بكل صراحة، أنه لم يفعل ما كان من المفترض أن يفعله لأن شيئًا يحبه ألح عليه.
أفكر في رد فعلي، وحكمي عليه بالأنانية وعدم تحمل المسئولية، وأبتلع ما أود أن أكتبه صامتة، لأفعل ما يجب أن أفعله.
وحين أعود لبيتي منهكة، غير قادرة على أكثر من التفكير، أعيد النظر في الأمر نفسه، أفكر لماذا أنا غاضبة من هؤلاء الذين يتصرفون بتلك الصبيانية، أفكر لماذا أنا غاضبة منها "هي" بالذات؟ هل لأنها لم تصبح نسخة مني؟ هل لأنها تضع نفسها على قائمة الأولويات؟ وما مشكلتي في ذلك؟ لو كان بإمكاني أن أفعل ذلك لفعلته، فما المشكلة؟
أشعر كثيرًا أنني "ألعب" الحياة بجدية أكثر من اللازم. تمامًا كما ألعب مع أي طفل. لا يمكنني أبدًا أن أتخلى عن أحد قواعد اللعبة أو أتعامى عن الغش أو أتغافل عن خطأ ارتكبه لمجرد أنه طفل، أو لأنها لعبة! حتى اللعب أمارسه بصرامة شديدة والتزام تام بالتعليمات حتى لو أفقده ذلك لذته!
جزء من غضبي منهم لأنهم يخرقون قوانين اللعبة ويغشون في اللعب بمنتهى "البجاحة"، والجزء الآخر لشعوري بأنه يتم استغلالي بكل الطرق الممكنة.
كلما غضبت لهذا السبب الأخير تذكرت ذلك الاتهام الذي أوجعنى قبل 8 سنوات من الآن، وإلى الآن لم أنسه، أفكر هل أنا أنانية؟ هل فاقد الشيء لا يعطيه وأنا بالفعل عاجزة عن العطاء أو الاحتواء؟ هل هم عاجزون عن تمييز تلك الشعرة بين الاستغلال والمساعدة؟ أم أنهم يدركونها وبكل بساطة، ووضوح، يريدون استغلالي؟
هل تذكر تلك اللوحة التي أود أن أرسمها يا "رفعت"، ولكنني للأسف لا أرسم إلا بالكلمات؟ هذه اللوحة المرسومة في ذهني منذ سنوات لمجموعة من الناس على وشك الغرق، بدلًا من أن يحاولوا التجديف للوصول للشاطئ أو على الأقل للبقاء على السطح، يحاول كل منهم الإمساك برقبة الآخر عله ينجو فيقتلون بعضهم بعضًا، هذه اللوحة تلخص حالي تمامًا مع تعديل طفيف عليها، فقط أراني في المنتصف والجميع يحاول أن ينقذ نفسه بإمساك رقبتي.. وأنا أختنق!
لا أعرف هل هؤلاء الذين نخسرهم حين يتحركون للبقعة الخاطئة في رقعة الشطرنج، نخسرهم لأنهم أصبحوا فعلًا في المكان الخطأ؟ أم لأنهم، الآن فقط، أصبحوا في المكان الصحيح، حيث الإضاءة المناسبة تكشف وجههم الحقيقي الذي لا نعرفه وبالطبع لا نحبه!
أشعر بالخوف يا "رفعت"، من قطعة الشطرنج التي ستتحرك في المرة المقبلة وأرى وجهًا آخر لها، والحركة التالية للقطع التي أحتمي بها الآن، والقطعة الأخرى التي يجب أن أفقدها لتستمر اللعبة.
بالمناسبة، مضى عام بالتمام يا "رفعت"، على رسائلي هذه، الرسائل التي من المفترض أن تكون يومية أكملت بالكاد متوسط رسالة لكل شهر، رغم أنني أتوق لك يا "رفعت"، وأجوع للكتابة.. وأفتقد تلك الأيام التي كنت أملك فيها رفاهية التمرد على ما هو مفروض من أجل أن أكتب. أن أتجاهل المذاكرة والليل الذي يتآكل سريعًا ويفصلني عن الامتحان، وأكتب.
اليوم، أكتم كل ما أريد أن أكتبه داخلي وأنا أعرف يقينًا أنني أقتله للأبد، وألعن ذلك الإحساس بالمسئولية الذي يقدره الآخرون كثيرًا فينا، ويمتنون لأجله، بينما هو في الحقيقة يقتلنا نحن.
أحاول أن أهون على نفسي، فأضعها على الجهة المقابلة، أفكر في شعوري لو أن أحدًا عاملني بهذه الصبيانية، وأخبرني بكل صراحة، أنه لم يفعل ما كان من المفترض أن يفعله لأن شيئًا يحبه ألح عليه.
أفكر في رد فعلي، وحكمي عليه بالأنانية وعدم تحمل المسئولية، وأبتلع ما أود أن أكتبه صامتة، لأفعل ما يجب أن أفعله.
وحين أعود لبيتي منهكة، غير قادرة على أكثر من التفكير، أعيد النظر في الأمر نفسه، أفكر لماذا أنا غاضبة من هؤلاء الذين يتصرفون بتلك الصبيانية، أفكر لماذا أنا غاضبة منها "هي" بالذات؟ هل لأنها لم تصبح نسخة مني؟ هل لأنها تضع نفسها على قائمة الأولويات؟ وما مشكلتي في ذلك؟ لو كان بإمكاني أن أفعل ذلك لفعلته، فما المشكلة؟
أشعر كثيرًا أنني "ألعب" الحياة بجدية أكثر من اللازم. تمامًا كما ألعب مع أي طفل. لا يمكنني أبدًا أن أتخلى عن أحد قواعد اللعبة أو أتعامى عن الغش أو أتغافل عن خطأ ارتكبه لمجرد أنه طفل، أو لأنها لعبة! حتى اللعب أمارسه بصرامة شديدة والتزام تام بالتعليمات حتى لو أفقده ذلك لذته!
جزء من غضبي منهم لأنهم يخرقون قوانين اللعبة ويغشون في اللعب بمنتهى "البجاحة"، والجزء الآخر لشعوري بأنه يتم استغلالي بكل الطرق الممكنة.
كلما غضبت لهذا السبب الأخير تذكرت ذلك الاتهام الذي أوجعنى قبل 8 سنوات من الآن، وإلى الآن لم أنسه، أفكر هل أنا أنانية؟ هل فاقد الشيء لا يعطيه وأنا بالفعل عاجزة عن العطاء أو الاحتواء؟ هل هم عاجزون عن تمييز تلك الشعرة بين الاستغلال والمساعدة؟ أم أنهم يدركونها وبكل بساطة، ووضوح، يريدون استغلالي؟
هل تذكر تلك اللوحة التي أود أن أرسمها يا "رفعت"، ولكنني للأسف لا أرسم إلا بالكلمات؟ هذه اللوحة المرسومة في ذهني منذ سنوات لمجموعة من الناس على وشك الغرق، بدلًا من أن يحاولوا التجديف للوصول للشاطئ أو على الأقل للبقاء على السطح، يحاول كل منهم الإمساك برقبة الآخر عله ينجو فيقتلون بعضهم بعضًا، هذه اللوحة تلخص حالي تمامًا مع تعديل طفيف عليها، فقط أراني في المنتصف والجميع يحاول أن ينقذ نفسه بإمساك رقبتي.. وأنا أختنق!
26 Feb. 2016
0 تعليقات