في كل مرة أقف أمام اختيار صعب يا "رفعت"، ولو حتى بيني وبين نفسي يمر أمام عيني كل ما فعلتُ.. أتذكر قول درويش "سلامًا على ما صنعت بنفسك لأجل نفسك" ويكون قراري واضحًا. لن يكون بإمكاني أن أرجع للوراء أو أتخلى عما تعبت لأحققه فكانت لذته مضاعفة.
أحيانًا أكره ما أنجزت لأنه بشكل ما يقيدني، أتمنى لو أنني لا زلت حرة وصغيرة وطليقة وليس لدي ما أخشى فقدانه. أحيانًا أشعر أن الصدفة التي بنيتها فوقي لتحميني وأحتمي بها تحولت إلى صخرة ثقيلة تجعل خطواتي أبطأ وأكثر ألما.
أتمنى لو أن لدي من الشجاعة ما يجعلني أترك كل شيء ورائي وأمضي. أتخلى عن هذه الصخرة وأبدأ من جديد وأحلم من جديد وأتعب من جديد.
ولكن لأنني واثقة أن أول ما سأفعله - من جديد - هو بناء صدفة أخرى أتراجع عن الفكرة.
لست تعيسة يا "رفعت"، ولكنني أفتقد أيام فوضاي السعيدة وعشوائيتي، حين كنت أتصرف أكثر مما أفكر وأخطو قبل أن أفكر في موضع قدمي وفي مدى خطورة الحركة المقبلة.
حياتي تحولت إلى مباراة شطرنج طويلة وأنا منزعجة من كل هذا التعقيد. رغم أنني أتظاهر بالقوة إلا أنني لست قوية بما يكفي بعد لأرسي قواعد اللعبة. وأتمنى حين يحدث ذلك أن أحتفظ حتى ذلك الوقت برغبتي في أن ألعبها ببساطة ودون تعقيد.
لو أن هذا يحدث يا "رفعت"، لو أن الحياة بمثل هذه البساطة لكنت الآن سعيدة جدًّا.. أو تعيسة بشكلٍ خالص. وأي الحالين يا "رفعت"، أفضل كثيرًا من التأرجح بين السعادة والتعاسة دون لحظة يقين واحدة.
7 May 2016
0 تعليقات