في هذا العيد ذقت الفرحة يا "رفعت". ربما لأنني عرفت للمرة الأولى رعب عدم اكتماله. للمرة الأولى كان البيت خاويًا في ذلك الوقت.
كنتُ أتجول في كل ركن وأتخيل أمي لو هنا كيف كان سيبدو الآن. أعيش وحدي شهورًا طويلة دون أن أشعر بالفزع ولكنني هناك، في البيت حيث البيت، شعرت بأنني ضئيلة والبيت واسع وكئيب، وأنني مرتبكة لا أعرف من أين تبدأ مثل هذه الأمور، من أين يبدأ الاستعداد للعيد.
وحين عادا، أمي وأبي، وعادت الأمور "طبيعية" هدأ الفزع وعدت من جديد الابنة الصغرى في العيد.
في هذا العيد وجدتني دون أن أقصد أشعر بالسعادة. خرجت من اندماجي باللحظة وعدت من جديد لمقعد المشاهد ووجدت الصورة مرضية، وكذلك التفاصيل.
ضحكات من القلب، بالونات، طعام شهي. لا أحد خائف، لا أحد منزعج، ولا أحد كئيب. وجدتنا جميعًا قررنا أن نعيش اللحظة وألا نفكر في ما بعد، والأهم، في ما قبل.
فكرتُ كثيرًا وقتها يا "رفعت"، في السبب.. لماذا حدث هذا الآن ولم يحدث أبدًا من قبل؟ فكرتُ في الخوف الغائب، في الهم، في الحمل الثقيل على القلب، في الضحك المتوجس بانتظار اللطمة القادمة من الحياة بعد هذه الهدنة، فكرتُ في القرارات التي لا نملكها، والأوضاع الإجبارية.
المدهش يا "رفعت"، أنني في هذا العيد أيضًا رأيت وجهه الآخر، في تلك اللحظة التي انغمسنا فيها جميعًا في اللعب، وكأننا نجاري الصغار لإرضائهم ولكننا في الحقيقة نرضي أنفسنا وندلل ذلك الطفل الذي أتعبه الجد كثيرًا، في تلك اللحظة يا "رفعت"، رأيت وجهه الذي افتقدته عمرًا.
ارتبكت مشاعري، بين الرضا بما نلته أخيرًا، والسخط لتأخره، والإشفاق لأنه أيضًا كان يفتقده ولم أعرف حتى الآن لماذا اختبأ هذا الوجه طيلة هذا الوقت؟ لماذا كان يجب أن نختبر كل هذا الوجع قبل أن نصل لهذه اللحظة؟ وماذا كان يحدث لو وصلنا إليها في الوقت المناسب؟
كنت ممتلئة بالأسئلة يا "رفعت"، ولكنني قررت ألا أنتظر الإجابات وحاولت أن أنغمس في اللحظة قدر الإمكان، وشعرت بامتنان حقيقي لجنديها المجهول، والامتنان الحقيقي لله الذي منحني القدرة على تذوقها قبل أن تضيع.
كنتُ أتجول في كل ركن وأتخيل أمي لو هنا كيف كان سيبدو الآن. أعيش وحدي شهورًا طويلة دون أن أشعر بالفزع ولكنني هناك، في البيت حيث البيت، شعرت بأنني ضئيلة والبيت واسع وكئيب، وأنني مرتبكة لا أعرف من أين تبدأ مثل هذه الأمور، من أين يبدأ الاستعداد للعيد.
وحين عادا، أمي وأبي، وعادت الأمور "طبيعية" هدأ الفزع وعدت من جديد الابنة الصغرى في العيد.
في هذا العيد وجدتني دون أن أقصد أشعر بالسعادة. خرجت من اندماجي باللحظة وعدت من جديد لمقعد المشاهد ووجدت الصورة مرضية، وكذلك التفاصيل.
ضحكات من القلب، بالونات، طعام شهي. لا أحد خائف، لا أحد منزعج، ولا أحد كئيب. وجدتنا جميعًا قررنا أن نعيش اللحظة وألا نفكر في ما بعد، والأهم، في ما قبل.
فكرتُ كثيرًا وقتها يا "رفعت"، في السبب.. لماذا حدث هذا الآن ولم يحدث أبدًا من قبل؟ فكرتُ في الخوف الغائب، في الهم، في الحمل الثقيل على القلب، في الضحك المتوجس بانتظار اللطمة القادمة من الحياة بعد هذه الهدنة، فكرتُ في القرارات التي لا نملكها، والأوضاع الإجبارية.
المدهش يا "رفعت"، أنني في هذا العيد أيضًا رأيت وجهه الآخر، في تلك اللحظة التي انغمسنا فيها جميعًا في اللعب، وكأننا نجاري الصغار لإرضائهم ولكننا في الحقيقة نرضي أنفسنا وندلل ذلك الطفل الذي أتعبه الجد كثيرًا، في تلك اللحظة يا "رفعت"، رأيت وجهه الذي افتقدته عمرًا.
ارتبكت مشاعري، بين الرضا بما نلته أخيرًا، والسخط لتأخره، والإشفاق لأنه أيضًا كان يفتقده ولم أعرف حتى الآن لماذا اختبأ هذا الوجه طيلة هذا الوقت؟ لماذا كان يجب أن نختبر كل هذا الوجع قبل أن نصل لهذه اللحظة؟ وماذا كان يحدث لو وصلنا إليها في الوقت المناسب؟
كنت ممتلئة بالأسئلة يا "رفعت"، ولكنني قررت ألا أنتظر الإجابات وحاولت أن أنغمس في اللحظة قدر الإمكان، وشعرت بامتنان حقيقي لجنديها المجهول، والامتنان الحقيقي لله الذي منحني القدرة على تذوقها قبل أن تضيع.
16 Sep 2016
0 تعليقات