متى يا "رفعت"، أتخلص من كل هذا الخوف داخلي؟ أشعر طوال الوقت أنني أحمل زجاجة هشة، أخشى أن ترتطم بأي شيء فتتفتت. أعرف أنني أقوى كثيرًا من هذا ولكن هل تعرف ذلك الشعور حين يكون رأسك متعبًا لدرجة أنك لا تطيق تمرير الفرشاة على شعرك؟ لن يقتلك بالتأكيد ذلك الألم الخفيف لتعثر أسنان الفرشاة بالشعر المتشابك.. ربما تفقد شعرة أو اثنتين أو خصلة كاملة ولكنك لن تموت بالطبع، ولكنك أحيانًا لا تتحمله، لأنك تحمل ما يكفي من الألم داخل رأسك لا تحتمل المزيد من الضغط الخارجي. هذا تمامًا ما أشعر به الآن.
كلما يرن الهاتف يستيقظ ذلك الخوف مجددًا، أخاف أن أسمع شيئًا، أي شيء، يسبب المزيد من الانزعاج، أخاف أن أفتح الرسائل الواردة، أخاف من اللون الأحمر يخبرني بوصول إشعارات جديدة، أخاف من الظرف الذي يقفز فجأة من جانب الشاشة الأيمن يخبرني بوصول بريد جديد، أخاف من أي شيء وكل شيء يا "رفعت" قد يفسد اللحظة الراهنة، التي ليست على أفضل حال، ولكننى على الأقل لست مستعدة لما هو أسوأ.
أكرر على نفسي يا "رفعت"، السؤال الذي لطمني به صديق: "لماذا تفضلين الأمان على أي شيء أخر؟" وإلى الآن لم أجد إجابة، وإلى الآن لم أعرف متى أصبحت كذلك ولا من أين ينبع كل هذا الخوف داخلي؟!
أشعر دائمًا بقلق قطة منزلية على وشك الولادة، تحمل أطفالها في أحشائها كما أحمل أحجاري على صدري، تدور في كل مكان تبحث عن مكان آمن تأويهم داخله، ولا يهدأ لها بال أبدًا حتى تجده، على الرغم من أن البيت بأكمله آمن بالنسبة لهم! هل تعرف ذلك القلق؟ ذلك القلق الذي يدفع قطة لابتلاع أطفالها إن لم تجد المكان آمنًا بالنسبة لهم؟ هذا القلق يلازمني حتى وأنا نائمة.
الآن يا "رفعت"، يبدو أن هذا القلق تطور إلى الحرمان من النوم هذه الأيام، عدد ساعات النوم التي أحظى بها يتقلص، لحظة أن أغمض عيني يتحول الفراش إلى سرير من الشوك، وأكاد أبكي مرارًا لخوفي من ألا أنام أبدًا. لم أعد أحس ذلك الخدر اللذيذ للحظات ما قبل الغياب في النوم، بل أصبحت أسقط في النوم، كما لو أنني أغيب عن الوعي من التعب لا أنعم بالنوم.
ماذا يثقل ضميري لهذه الدرجة يا "رفعت"؟ لا أعرف. ولكنني أعرف جيدًا أنني تائهة، أتقبل برضا أن هذا الوقت سيمر، وأنني في النهاية سأتوقف عن الدوران، أنا أشبه في هذه اللحظة النحلة الخشبية التي أدارها طفل بكل ما يملك من قوة وهي تسير لاتجاه غير معلوم أثناء دورانها، ثم تسكن في النهاية، في مكان ما، وفي لحظة ما لا أحد يعلمها حتى هي.
كلما يرن الهاتف يستيقظ ذلك الخوف مجددًا، أخاف أن أسمع شيئًا، أي شيء، يسبب المزيد من الانزعاج، أخاف أن أفتح الرسائل الواردة، أخاف من اللون الأحمر يخبرني بوصول إشعارات جديدة، أخاف من الظرف الذي يقفز فجأة من جانب الشاشة الأيمن يخبرني بوصول بريد جديد، أخاف من أي شيء وكل شيء يا "رفعت" قد يفسد اللحظة الراهنة، التي ليست على أفضل حال، ولكننى على الأقل لست مستعدة لما هو أسوأ.
أكرر على نفسي يا "رفعت"، السؤال الذي لطمني به صديق: "لماذا تفضلين الأمان على أي شيء أخر؟" وإلى الآن لم أجد إجابة، وإلى الآن لم أعرف متى أصبحت كذلك ولا من أين ينبع كل هذا الخوف داخلي؟!
أشعر دائمًا بقلق قطة منزلية على وشك الولادة، تحمل أطفالها في أحشائها كما أحمل أحجاري على صدري، تدور في كل مكان تبحث عن مكان آمن تأويهم داخله، ولا يهدأ لها بال أبدًا حتى تجده، على الرغم من أن البيت بأكمله آمن بالنسبة لهم! هل تعرف ذلك القلق؟ ذلك القلق الذي يدفع قطة لابتلاع أطفالها إن لم تجد المكان آمنًا بالنسبة لهم؟ هذا القلق يلازمني حتى وأنا نائمة.
الآن يا "رفعت"، يبدو أن هذا القلق تطور إلى الحرمان من النوم هذه الأيام، عدد ساعات النوم التي أحظى بها يتقلص، لحظة أن أغمض عيني يتحول الفراش إلى سرير من الشوك، وأكاد أبكي مرارًا لخوفي من ألا أنام أبدًا. لم أعد أحس ذلك الخدر اللذيذ للحظات ما قبل الغياب في النوم، بل أصبحت أسقط في النوم، كما لو أنني أغيب عن الوعي من التعب لا أنعم بالنوم.
ماذا يثقل ضميري لهذه الدرجة يا "رفعت"؟ لا أعرف. ولكنني أعرف جيدًا أنني تائهة، أتقبل برضا أن هذا الوقت سيمر، وأنني في النهاية سأتوقف عن الدوران، أنا أشبه في هذه اللحظة النحلة الخشبية التي أدارها طفل بكل ما يملك من قوة وهي تسير لاتجاه غير معلوم أثناء دورانها، ثم تسكن في النهاية، في مكان ما، وفي لحظة ما لا أحد يعلمها حتى هي.
"I'm tired, boss. Tired of being on the road, lonely as a sparrow in the rain" - Green Mile
1 Nov. 2016
0 تعليقات