أحمل طنًا من المخاوف يا رفعت ولا أعرف ماذا أفعل بها. فتحت مرارًا صندوق المحادثة مع أشخاص أعرفهم بالكاد، أوشكت أن ألقي بمخاوفي لديهم، لأتفحصها معهم دون حتى أن أنتظر حلاً، ولا نتحدث ثانية أبدًا؛ ولكنني تراجعت. أحاول الآن أن أتحدث معك، ولكنني أتعثر. أتمنى فقط لو أن أحدًا يطمئنني: كنت أحمل خوفك؛ والآن أنا بخير.
اكتشفت أنني أخشى السعادة أكثر من التعاسة. أخشى أن أملك ما يمكن أن أفقده ربما؟ أخشى ألا أكون جديرة بتلك الفرحة؟ أخشى أن أكتشف أن المشكلة ليست في عدم وجود أسباب الفرحة وإنما عطب في قلبي يمنعني من الاستمتاع بها؟
هل تذكر رسالتي الثانية يا رفعت؟ للمرة المليون اتأكد من أن لدي هذا الخوف الذي تحدثت عنه في الرسالة الثانية. أريد أن أهرب بكل ما أملك من قوة، ولكنني أعرف للأسف أنه في يوم ما يجب عليّ أن أكون ناضجة وعاقلة وأتوقف عن الهرب وأواجه خوفي هذا عن قرب. وأعرف أن هذا اليوم اقترب جدًا، وربما فات!
دائمًا أقف أمام الاحتمالات والاختيارات عاجزة، أنتظر ركلة من الحياة تطردني من مكاني إلى أي اتجاه. أحتاج أحيانًا أن أشعر أنه لا خيار آخر أمامي، وأن الهرب ليس احتمالاً قائمًا، أحتاج أحيانًا، لا في الحقيقة أحتاج كثيرًا إلى مأزق الـ"لا مفر" لعليّ أتخفف من خوف مسؤولية قراراتي أمام نفسي.
ماذا أفعل بنفسي يا رفعت وبحياتي؟ لا أعرف! أنا أفكر أكثر من اللازم؟ هل أفعل ما حذرني منه أستاذي قديمًا، أفكر أكثر من اللازم في الاحتمالات الملتوية للأسئلة البسيطة فأضل طريقي وأتخذ خيارًا خاطئًا بعيد تمامًا عن الحل السهل / الصحيح؟ لا أعرف!
هل أنا بحاجة لخطة يا رفعت؟ أطرح السؤال على نفسي ألف مرة كل يوم. هل أنا بحاجة لخطة أم أنا بحاجة للاندفاع قليلاً دون تفكير وحسابات معقدة أكثر من اللازم؟ هل ينبغي أن أسعى وراء ما أريد حتى أصل إليه أو على الأقل أبذل بعض المجهود تجاهه أم عليّ أن أقبل بما لدي لأنه ما أستحقه بالفعل؟ هناك عشرات الاحتمالات يا رفعت. الرؤية لا تزال ضبابية أو بدأت أشك أنها واضحة ولكنني أخشى أن أفتح عيني!
0 تعليقات