تذكرت بالأمس يا رفعت هذه اللعبة القديمة: أمسك بالقلم وأترك كل ما في عقلي ينسكب على الورقة دون أي تفكير في ما أكتبه. ما رأيك أن نجربها معًا؟
هناك الكثير من الأفكار والفوضى في رأسي الآن وكلها تتدافع معًا للخروج فتقتل بعضها من التدافع ولا أقول أي شيء، ولكنني سأحاول. في ردٍ على رسالة من صديقة أحبها تحدثت معها عن أهمية الأحلام، أنا أحب الأحلام جدًا يا رفعت، ليست الأحلام الكبيرة والخطط للغد، لم يعد لديّ منها، لم أعد أحب أبدًا أن أضع توقعات وأنتظر شيئًا ولكنني أقصد تلك الأحلام التي تأتي ليلاً أو بمعنى أدق حين ننام. حين أخبرت ذلك المعالج بالطاقة، دون قصدٍ، أنني أواجه صعوبات في النوم وبعض الكوابيس والأحلام الغريبة أظهر لي قلقه وأخبرني أنه الليلة سيهديني علاجًا عن بعد ويخلصني من كل تلك الطاقة السلبية التي تحاصرني. أخبرني أنني سأنام كطفلة. لم أشعر بالسعادة أنا أحب أحلامي بكل إزعاجها وتفاصيلها، أشعر أنها طريقة أخرى لأعيش حياة إضافية بشكل آمن تمامًا.
في الأحلام يا رفعت فعلت كل ما لا أجرؤ على فعله أبدًا وأنا مستيقظة، دخلت بيوتًا مظلمة غير مأهولة، تمشيت ليلاً في المقابر، صفعت كل من أشعر بالانزعاج منهم، واجهته بكل ما أغضبني ويغضبني منه، قفزت من الشرفة وهربت من عصابة قتلة لم أعرف أبدًا لماذا يطاردونني.
في الأحلام واجهت أسوأ مخاوفي: سقطت من علوِ شاهق، جربت مرارة فقدان الأحبة، نساني أهلي خلفهم وغادروا في رحلة بعيدة، خسرت عملي، رسبت في بعض المواد الدراسية. عشت في الأحلام تدريبًا عمليًا على كل ما يمكن أن يسبب لي الألم والرعب، اختبرت الوجع حقيقيًا وقاسيًا لدرجة أنه حين يحدث كل هذا في الحقيقة أظنني لن أشعر بمثل هذا الوجع.
أما الأحلام الوردية فحدث ولا حرج، قابلت توم هانكس، كاظم الساهر، احتضنت أمي نصف ساعة كاملة، سافرت خارج البلاد، قدت سيارتي الخيالية أكثر من مرة، التقيت كل من أحببتهم واستيقظت بابتسامة عميقة راضية بأن أعيش هذا حتى لو في حلم.
بالأمس حين شاهدت ذلك الفيلم المقبض جدًا شعرت بإحساس ثقيل بالكآبة حين كانت البطلة تأكل بغل طبقها الأول بعد رحيل زوجها، كان المشهد طويلاً ومملاً بما يكفي ليجعلني أفكر ماذا أفعل لو كنت مكانها؟ عرفت فورًا أنني سأهرب إلى النوم. نوم طويل أسرق خلاله لحظة أخرى أو اثنتين معه، مثلما فعلت مرارًا كلما فقدت قطة أحبها. لا أهتم كثيرًا هل تكون هذه اللحظات حقيقية أم لا.. المهم أن أهرب الآن، والمهم أن أعيشها، أن أحسها صادقة. ما هو المعيار أساسًا بين ما هو "حقيقي" وما هو "حلم"؟
أحيانًا أتخيل أن هذه الأحلام أيضًا جزء من حياتنا، أتخيل أن لكل منا فرصتين للعيش واحدة في اليقظة والأخرى في الأحلام، وأن هذه طريقة عادلة جدًا كي يحصل كل منا على ما حرم منه ويريده بشدة، وطريقة مثالية جدًا لنتمكن من احتمال الحياة.
هناك الكثير من الأفكار والفوضى في رأسي الآن وكلها تتدافع معًا للخروج فتقتل بعضها من التدافع ولا أقول أي شيء، ولكنني سأحاول. في ردٍ على رسالة من صديقة أحبها تحدثت معها عن أهمية الأحلام، أنا أحب الأحلام جدًا يا رفعت، ليست الأحلام الكبيرة والخطط للغد، لم يعد لديّ منها، لم أعد أحب أبدًا أن أضع توقعات وأنتظر شيئًا ولكنني أقصد تلك الأحلام التي تأتي ليلاً أو بمعنى أدق حين ننام. حين أخبرت ذلك المعالج بالطاقة، دون قصدٍ، أنني أواجه صعوبات في النوم وبعض الكوابيس والأحلام الغريبة أظهر لي قلقه وأخبرني أنه الليلة سيهديني علاجًا عن بعد ويخلصني من كل تلك الطاقة السلبية التي تحاصرني. أخبرني أنني سأنام كطفلة. لم أشعر بالسعادة أنا أحب أحلامي بكل إزعاجها وتفاصيلها، أشعر أنها طريقة أخرى لأعيش حياة إضافية بشكل آمن تمامًا.
في الأحلام يا رفعت فعلت كل ما لا أجرؤ على فعله أبدًا وأنا مستيقظة، دخلت بيوتًا مظلمة غير مأهولة، تمشيت ليلاً في المقابر، صفعت كل من أشعر بالانزعاج منهم، واجهته بكل ما أغضبني ويغضبني منه، قفزت من الشرفة وهربت من عصابة قتلة لم أعرف أبدًا لماذا يطاردونني.
في الأحلام واجهت أسوأ مخاوفي: سقطت من علوِ شاهق، جربت مرارة فقدان الأحبة، نساني أهلي خلفهم وغادروا في رحلة بعيدة، خسرت عملي، رسبت في بعض المواد الدراسية. عشت في الأحلام تدريبًا عمليًا على كل ما يمكن أن يسبب لي الألم والرعب، اختبرت الوجع حقيقيًا وقاسيًا لدرجة أنه حين يحدث كل هذا في الحقيقة أظنني لن أشعر بمثل هذا الوجع.
أما الأحلام الوردية فحدث ولا حرج، قابلت توم هانكس، كاظم الساهر، احتضنت أمي نصف ساعة كاملة، سافرت خارج البلاد، قدت سيارتي الخيالية أكثر من مرة، التقيت كل من أحببتهم واستيقظت بابتسامة عميقة راضية بأن أعيش هذا حتى لو في حلم.
بالأمس حين شاهدت ذلك الفيلم المقبض جدًا شعرت بإحساس ثقيل بالكآبة حين كانت البطلة تأكل بغل طبقها الأول بعد رحيل زوجها، كان المشهد طويلاً ومملاً بما يكفي ليجعلني أفكر ماذا أفعل لو كنت مكانها؟ عرفت فورًا أنني سأهرب إلى النوم. نوم طويل أسرق خلاله لحظة أخرى أو اثنتين معه، مثلما فعلت مرارًا كلما فقدت قطة أحبها. لا أهتم كثيرًا هل تكون هذه اللحظات حقيقية أم لا.. المهم أن أهرب الآن، والمهم أن أعيشها، أن أحسها صادقة. ما هو المعيار أساسًا بين ما هو "حقيقي" وما هو "حلم"؟
أحيانًا أتخيل أن هذه الأحلام أيضًا جزء من حياتنا، أتخيل أن لكل منا فرصتين للعيش واحدة في اليقظة والأخرى في الأحلام، وأن هذه طريقة عادلة جدًا كي يحصل كل منا على ما حرم منه ويريده بشدة، وطريقة مثالية جدًا لنتمكن من احتمال الحياة.
0 تعليقات