"سارة" فشلت في الاحتفاظ بالوردة يا "رفعت". لا أعرف هل هذا لأنها أتتني طواعية وبالصدفة البحتة، ولم أسع للحصول عليها وهي راوغتني ككل شيء آخر. أم لأنها عاجزة عن النطق - أيضًا ككل شيء آخر - يطالبني بوضوح بالاهتمام به وبالقيام بمسئوليتي تجاهه!
أضعت وردات كثيرة من قبل يا "رفعت"، ولا زلت أفعل، كل أولئك الذين يعجزون عن مطالبتي بالاهتمام بوضوح أفقدهم، كل من يفشلوا في تحمل عجزي عن الاهتمام بشكل متواصل أفقدهم.
كل الفرص التي لا يُصادف مرورها في حياتي كوني مضطرة لالتقاطها أفقدها. أتألم لذلك ولكنني لا أفعل شيئًا. الأسوأ يا "رفعت"، أنني أصبحت أشعر بالراحة كلما فقدت المزيد، كل ما/ من أفقده يحررني من خوف فقدانه، يجعلني أخف! ولكنني الآن أخف من أن أتمكن من الثبات على الأرض!
كل ما في الأمر يا "رفعت"، أنني أدرك تمامًا أن الآخرين ليسوا مضطرين لاحتمالي، ولا أطالبهم بذلك، لكنني أمتن جدًّا لهم حين يفعلون. وكل ما أخشاه يا "رفعت"، أن أشبهه، أتحول لشخص مؤذٍ يتلذذ بإيلام من قرروا احتماله، محبة لا اضطرارًا، وكأنني أقول لهم "اشربوا بقى"!
****
المحكمة انعقدت للمرة المليون اليوم يا "رفعت"، وللمرة الأولى لم أجدني مذنبة، ورغم ذلك في هذه المرة أيضًا بكيت! أشعر بالظلم ليس فقط لأنني لم أختر أي شيء، ولكن لأنني سلبت حتى الحق في فهم سبب تدميري!
من أبسط حقوقي لأتقبل خسارتي بروح رياضية هو على الأقل أن أعرف لماذا خسرت؟ لم أعد حتى أطالب بمعرفة قواعد اللعبة.. فقط أطالب بمعرفة سبب الخسارة!
شعوري بالظلم جعلني أشعر بالحقد. شعرت بالرعب اليوم لأنني أدركت ذلك بوضوح وواجهت نفسي به "أنا أشعر بالحقد"! وأعجز عن التعامل مع العالم وأنا أحمل هذا الشعور الذي يشبه "الفلتر" المر أرى من خلاله كل الدنيا وأعجز عن الاستمتاع بها!
الشيء الوحيد الذي هوَّن عليَّ هو أنني لم أجن تمامًا، ولم أفقد القدرة على السيطرة على تصرفاتي، ومنعت نفسي من الانتقام بطريقة تفسد على "آخرين" حياتهم.
*****
"متهيألي ربنا هيجازينا خير يا بسكوتة على إننا بنحاول نبقى كويسين؟" الصراع المرير بين ما تدفعني نفسي إليه وما أريده لها يشعرني بالضياع.
أفقد البوصلة وأتخبط وكالعادة أشعر بالذنب لأنني متخبطة، ولأنني فاقدة الإحساس بمتعة الحياة، ولأنني غاضبة لعدم استمتاعي بالحياة! ولغبائي لكوني غاضبة ولا أغير شيئًا! حتى اللحظة التي أدركت فيها أنني أحاول!
بالتأكيد يعرف الله أنني أفعل، ويعلم - أكثر مما أعرف - أية حرب أخوضها! ويعرف أنني لا أريد أن أكمل حياتي بهذا الشكل.
7 July 2015
0 تعليقات