لا أعرف لماذا قررت أن أكتب لك، ظننت السبب للوهلة الأولى هو أنك ستفهمني، ولكن بعد المزيد من التفكير أدركت أن السبب قدريٌّ تمامًا، ربما أن أكمل سلسلة النحس التي تلاحقك منذ ولادتك أيها العجوز الطيب.
أشعر برغبة في البكاء دون سبب، أو لأسبابٍ أعجز عن ترتيبها في كلمات. ومللت البكاء بين أيدي أصدقائي الذين لا أزيدهم إلا بؤسًا. كل مرة يفزعون لأجلي، يهتمون بي، ويفتشون في كلماتي عن سببٍ للحزن وللرغبة في البكاء فلا يجدون، يشعرون أن هناك ما أخفيه عنهم، ورغم ذلك يربتون - افتراضيًّا - على كتفي.
أشعر بالخجل من حنانهم فأسكت. أشعر بالخجل من حزني فأكتمه، ولكنني حزينة. أخشى أني حزينة لأجل أوغاد لا يستحقون ذلك، أو للدقة، لأجل وغدٍ واحدٍ. ولكن الحقيقة أني حزينة لأجل نفسي. أصرخ للمرة المليون كطفل حفاضه مبلل يحتج على هذا الإهمال! يرى أنه لا يستحقه. أنا لا أستحق كل هذا الإهمال. أبكي أحيانًا ليهتم أحدهم، ولكنني أبكي مرة أخرى لأنني مضطرة للبكاء كي يروني! أخشى أني مختلة، مريضة بتسوُّل الاهتمام تمامًا مثل هؤلاء الذين حاكمتهم داخلي ولعنتهم لأنهم مرضى بتسوُّل الاهتمام؛ ولكنني أذكر مرات هروبي من الضوء فأستبعد ذلك.
عزيزي "رفعت" أنا في الحقيقة أكتب إليك لأنني أقرأ خطابات الآخرين لمجهولين وتعجبني، وقررت أن أجربها، لا أعرف السر في أن كتابتنا الخطابات لشخص واحد تجعل الحروف تنساب من بين أصابعنا كالسيل. أكتب إليك لأني أودُّ الهرب ولا أجرؤ عليه، ولا أعرف إلى أين أذهب، لأني حزينة وتعيسة دون أي أسباب قوية لذلك.
أكتب إليك لأني أشتاق للكتابة، للأريحية التي كنت أرسم بها نفسي على الورق فلا أنسى ملامحي أبدًا مثل الآن. أنا الآن لا أعرف من أنا، لا أستطيع تبين رغباتي ولا طباعي، ولا حتى تفسير انفعالاتي لنفسي. أكتب إليك يا "رفعت"، لأنه ما من سبيل آخر للراحة، ولأنك لن تسمع، ولأنك لن ترد.
اليوم يا "رفعت"، التهمت 3 أكياس من الشيبسي بعد ساعات قليلة فحسب من قراري بأني سأقلع عن الأملاح قدر الإمكان؛ لأنه يجب أن أحسن إلى جسدي أكثر. كنت ألتهم الشرائح بشراهة وشعور قاسٍ بالانتقام، أدسها في فمي كمن يدس الخناجر في جميع أنحاء جسده لينتحر بطريقة بشعة.
بعد عودتي من العمل، بعد نوبة غضب عارمة، وشعور بالقهر، والكثير من المشي، والكثير من التفكير في طريقة للخروج من هذا السجن، قررت أن أمارس الرياضة لأشد عضلات بطني لأن جسدي يستحق بعض التدليل.
أنا حزينة يا "رفعت"، لأني في الخامسة والعشرين وألهث أكثر منك عند صعود الطابق الرابع، ولأنني في تمارين عضلة البطن كنت أرفع قدماي بصعوبة وكأنني أرفع جوالين من الرمل. أنا حزينة يا "رفعت" لأن ليس لدي الكثير من القدرة على الاستمتاع بالحياة، لأنني السجان الوحيد لنفسي. حزينة لأنني لم أعد أستمتع إلا نادرًا بأي شيء. بعض الأكل، والقليل من الأفلام، وحدها قادرة على إمتاعي، وكل ما هو سوى ذلك مجرد وسائل لقتل الوقت.
أنا حزينة يا "رفعت"، لأنني أشعر بالجبن وأحيانًا الخسة حين أفجِّر نوبات غضبي في وجه آخرين؛ لأنني عاجزة عن مواجهة المسئولين الحقيقيين عن غضبي. عاجزة عن الانسحاب والتحليق بحرية لأنني مكبلة بمسئولياتٍ عدة.
هل تدرك ما أقوله يا "رفعت"؟ أنا فتاة في الخامسة والعشرين تقول إنها مكبلة بالمسئوليات، ولا تستطيع أن تتحمل تبعات رفض القهر الذي يمارس ضدها، وتخشى المغامرة! أنا أردد بالضبط ما يقوله كهل خمسيني لديه 9 أطفال، ولا يملك أي موهبة لكسب العيش!
أشعر برغبة في البكاء دون سبب، أو لأسبابٍ أعجز عن ترتيبها في كلمات. ومللت البكاء بين أيدي أصدقائي الذين لا أزيدهم إلا بؤسًا. كل مرة يفزعون لأجلي، يهتمون بي، ويفتشون في كلماتي عن سببٍ للحزن وللرغبة في البكاء فلا يجدون، يشعرون أن هناك ما أخفيه عنهم، ورغم ذلك يربتون - افتراضيًّا - على كتفي.
أشعر بالخجل من حنانهم فأسكت. أشعر بالخجل من حزني فأكتمه، ولكنني حزينة. أخشى أني حزينة لأجل أوغاد لا يستحقون ذلك، أو للدقة، لأجل وغدٍ واحدٍ. ولكن الحقيقة أني حزينة لأجل نفسي. أصرخ للمرة المليون كطفل حفاضه مبلل يحتج على هذا الإهمال! يرى أنه لا يستحقه. أنا لا أستحق كل هذا الإهمال. أبكي أحيانًا ليهتم أحدهم، ولكنني أبكي مرة أخرى لأنني مضطرة للبكاء كي يروني! أخشى أني مختلة، مريضة بتسوُّل الاهتمام تمامًا مثل هؤلاء الذين حاكمتهم داخلي ولعنتهم لأنهم مرضى بتسوُّل الاهتمام؛ ولكنني أذكر مرات هروبي من الضوء فأستبعد ذلك.
عزيزي "رفعت" أنا في الحقيقة أكتب إليك لأنني أقرأ خطابات الآخرين لمجهولين وتعجبني، وقررت أن أجربها، لا أعرف السر في أن كتابتنا الخطابات لشخص واحد تجعل الحروف تنساب من بين أصابعنا كالسيل. أكتب إليك لأني أودُّ الهرب ولا أجرؤ عليه، ولا أعرف إلى أين أذهب، لأني حزينة وتعيسة دون أي أسباب قوية لذلك.
أكتب إليك لأني أشتاق للكتابة، للأريحية التي كنت أرسم بها نفسي على الورق فلا أنسى ملامحي أبدًا مثل الآن. أنا الآن لا أعرف من أنا، لا أستطيع تبين رغباتي ولا طباعي، ولا حتى تفسير انفعالاتي لنفسي. أكتب إليك يا "رفعت"، لأنه ما من سبيل آخر للراحة، ولأنك لن تسمع، ولأنك لن ترد.
اليوم يا "رفعت"، التهمت 3 أكياس من الشيبسي بعد ساعات قليلة فحسب من قراري بأني سأقلع عن الأملاح قدر الإمكان؛ لأنه يجب أن أحسن إلى جسدي أكثر. كنت ألتهم الشرائح بشراهة وشعور قاسٍ بالانتقام، أدسها في فمي كمن يدس الخناجر في جميع أنحاء جسده لينتحر بطريقة بشعة.
بعد عودتي من العمل، بعد نوبة غضب عارمة، وشعور بالقهر، والكثير من المشي، والكثير من التفكير في طريقة للخروج من هذا السجن، قررت أن أمارس الرياضة لأشد عضلات بطني لأن جسدي يستحق بعض التدليل.
أنا حزينة يا "رفعت"، لأني في الخامسة والعشرين وألهث أكثر منك عند صعود الطابق الرابع، ولأنني في تمارين عضلة البطن كنت أرفع قدماي بصعوبة وكأنني أرفع جوالين من الرمل. أنا حزينة يا "رفعت" لأن ليس لدي الكثير من القدرة على الاستمتاع بالحياة، لأنني السجان الوحيد لنفسي. حزينة لأنني لم أعد أستمتع إلا نادرًا بأي شيء. بعض الأكل، والقليل من الأفلام، وحدها قادرة على إمتاعي، وكل ما هو سوى ذلك مجرد وسائل لقتل الوقت.
أنا حزينة يا "رفعت"، لأنني أشعر بالجبن وأحيانًا الخسة حين أفجِّر نوبات غضبي في وجه آخرين؛ لأنني عاجزة عن مواجهة المسئولين الحقيقيين عن غضبي. عاجزة عن الانسحاب والتحليق بحرية لأنني مكبلة بمسئولياتٍ عدة.
هل تدرك ما أقوله يا "رفعت"؟ أنا فتاة في الخامسة والعشرين تقول إنها مكبلة بالمسئوليات، ولا تستطيع أن تتحمل تبعات رفض القهر الذي يمارس ضدها، وتخشى المغامرة! أنا أردد بالضبط ما يقوله كهل خمسيني لديه 9 أطفال، ولا يملك أي موهبة لكسب العيش!
16 Feb. 2015
0 تعليقات