هل تؤمن بالتخاطر يا رفعت؟ لا أقصد حماقات الرقود في الظلام والتحديق في الفراغ مع ترديد اسم معين 10 مرات! وإنما أقصد ذلك التواصل الذي يحدث رغمًا عنا مع آخرين، ولا يحتاج للتفرغ أو الظلام أو الهدوء وإنما يفرض نفسه علينا في ذروة انشغالنا ورغم كل الصخب والضجيج من حولنا، أو ربما يحدث بسببه. أن نجد أرواحنا تهرب من كل هذا الزحام والقلق والضغط إلى مكان آمن.
قبل سنوات لم أكن اؤمن بهذه الفكرة، ولكنني الآن أجدها مطمئنة ومريحة جدًا للحد الذي يجعلني أبتسم دون سبب أكثر من مرة خلال اليوم.
أحب أن أطمئن نفسي بأن أولئك الذين يمرون ببالي الآن بشكل ملح دون سبب واضح يفكرون بي في الوقت نفسه. ربما أكون واهمة ولكن ما الضرر في ذلك؟
****
أفكر كثيرًا يا رفعت أيهما أجمل أن يكون ما يربطنا بالآخرين الحب أم الحاجة؟ قبل أن تجيبني هل انتبهت للفخ؟ يجيب الكثيرون "الحب طبعًا" ولكنهم رغم ذلك يرون عبارة مثل "لا يمكنني العيش بدونك" رومانسية جدًا !
كنت كذلك ولكنني الآن أرى الأكثر رومانسية وجمالاً أن يمكننا أن نعيش بدونهم ورغم ذلك نريد القرب منهم لأننا نحبهم فعلاً، لا لأن غيابهم ينقصنا ولا لأننا ندمنهم ولا لأننا تعساء من دونهم. نحبهم لأجلهم، لأجل وجودهم الذي يزيد شعورنا بالطمأنينة وبأن العالم أجمل، ولكننا بلا شك لن نموت من دونهم ولن يموتوا كذلك.
قد يشعرنا بالزهو أن نعرف أن وجودنا ضروري لأحدهم، يرضي هذا غرورنا وربما خوفنا من أن يستغنى عنا هذا الآخر، ولكن في الحقيقة لا نكون أبدًا كذلك، هذه الفكرة إما وهم يتخيله هو أو نزرعه نحن في خياله أما الحقيقة أن الحياة تمضي.
قد يكون هذا صادمًا وعمليًا وجافًا جدًا يا رفعت ولكن ألا يشعرك بأنه يجعل الحب منزهًا عن أي شبهة ابتزاز عاطفي؟
أحب يا رفعت أن أقول لأحدهم كن بجانبي لأنني أريدك لا أن أقول ابق لأنني سأنهار دونك، وأنا أعرف، وهو يعرف أن هذا لن يحدث.
0 تعليقات