تعرفين يا ريم أن لدي أطنان من المخاوف، ولكن أسوأها على الإطلاق يتعلق بخوفي من نفسي. من حقيقة من أكون! من ما يمكن أن تفاجئني به نفسي وما يمكن أن أفعله دون وعي أو حين يخرج الوحش داخلي عن السيطرة.
هل أخبرتك من قبل أن هاجسي الأعظم هو أن أزهق روحًا في فورة غضبي؟ يصنفني الناس كشخص هادئ. وأظنني كذلك، ولكن داخلي دائمًا مشتعل. أعتقد أنني مؤخرًا أصبحت أتحكم في غضبي كثيرًا، أزن الكلمات قبل أن تنطلق كرصاصة لا يمكن أن ترد، وأؤجل رد فعلي قدر الإمكان حتى تنقشع عن عيني غشاوة الغضب. ولكنني منذ زمن أعرف أن غضبي شيطاني لدرجة أنه كثيرًا ما أقضي ليالٍ كاملة عالقة في كابوس يتكرر بأشكال مختلفة عن تورطي في القتل في لحظة غضب يعقبها ندم طويل وشعور بورطة الغراب الآثم، القاتل الأول على وجه الأرض.
في الأيام الأخيرة تابعت مسلسلاً عن رجل أجبره مجرم ذو نفوذ على أن يتحول إلى قاتل متسلسل وإلا يقتل أسرته. راقبت خوف الرجل، الأب المحب والزوج العاشق، والصديق المخلص المسالم، وهو يتحول إلى قاتل، ليس فقط لأنه قتل ولكن لأنه تمكن من مواصلة حياته بشكل طبيعي كأنه لم يزهق عدة أرواح!
راقبت رعبه وعدوه يخبره إن بداخله قاتل محترف وشيطان هو نفسه لا يعرفه، وهو يخبره أنه لا شك تلذذ وهو يردي ضحاياه في لحظة، بضغطة واحدة على الزناد.
أخاف يا ريم من الوحش بداخلي! الوحش الذي لا أعرفه، والوحش الذي أنكره! الأفكار الشريرة، خطط الانتقام الكاملة، الشماتة التي تتسرب لقلبي رغمًا عني، والغيرة التي تدغدغ قلبي أحيانًا وأخاف أن تتحول حقدًا يومًا ما.
أخاف الوحش داخلي وأخاف أكثر من يجبرونني على إطلاق سراحه ويجبرونني أن أكون الشخص السيء الذي أكرهه وإلا لن أنجو. تمامًا كالمجرم الذي حول الأب الطيب لقاتل متسلسل فقط لينجو بحياته وحياة من يحب!
0 تعليقات