هذه الرسالة كانت مسودة مرتبكة قبل أيام، كنت أحاول أن أدفع بها شعوري بالذنب لأنني مستلقية على السرير لأكثر من 4 ساعات أخطط للساعات الأربعة التي ضاعت لتوها نافدة الطاقة عاجزة عن الوصول حتى للثلاجة لأروي عطشي.
أمسك هاتفي، أفتح اللعبة تلو الأخرى، تنفد كل فرصي لتكرار المحاولة، فأتصفح "فيسبوك" تستفزني صور، حكايات، آراء لا أحرك ساكنًا لأعلق عليها، أكتفي بالمرور كشبح، واستمر في التخطيط لما ينبغي عليّ أن أنهض الآن لأفعله. يصادفني تطبيق لتعليم اللغة، تطبيق آخر لتحسين التركيز وثالث للذاكرة فأهرب منهم سريعًا ليختفوا من أمام عيني. لا أريد أن أطور نفسي الآن أريد أن أربت عليها. لا أريد أن أعرف ما كان بإمكاني أن أحققه لو اجتهدت أكثر، أريد أن أرضى بما وصلت له، بالقدر الذي سمحت به طاقتي.
أتذكر حديثي مع أختي قبلها بساعات، عن جسدي الذي لا يعرف الراحة، ساقي التي لا تعرف معنى التمشية. بمجرد أن تمس أرد الشارع تهرول مسرعة حتى لو لم يكن شيئًا مهمًا ولا عاجلاً بانتظاري.
أتذكر اعترافي لصديقتي قبلها بأسابيع، أنني لا أجيد الاستمتاع بسفر لأجل السفر والمتعة، أشعر بالذنب في الوقت الشاغر الذي لا أنجز فيه أي مهمة. أشعر دائمًا أنه عليّ أن أفعل شيئًا ما لأستحق أن أتنفس. وفي المقابل، يعاقبني جسدي وعقلي بتمرد طويل. بإهدار عشرات الساعات والأيام والأسابيع في اللاشيء. أنصب الفخ لنفسي وأسقط فيه وأتعذب. أضع خططًا شديدة الحماس والإتقان لوقتي. وأتعذب فيما بعد بطاقتي النافدة التي لا تسمح لي بعد انتهاء العمل بأكثر من الاستلقاء في السرير والثرثرة. كما أفعل الآن. بل إنها في أيام أخرى لا تسمح لي حتى بالثرثرة.
0 تعليقات