15 أكتوبر

القطط تحب البيت نظيفًا. كلما انتهيت من ترتيب غرفة تدخل قطتي بخطوات حذرة، تتشممها بعناية كأنها تتأكد أنني أتممت عملي على أكمل وجه، وتتفقد ما تغير فيها ثم أشعر أنها تبتسم بسعادة وهي تتمرغ في الأرض تعبيرًا عن فرحتها بالنظافة والنظام، فأشعر تلقائيًا بالراحة كأن ربة المنزل صعبة الإرضاء أثنت على عملي.

مثلها أحب تلك اللحظة حين أنتهي من ترتيب البيت وأنا أشعر بالتعب. أشم بقايا رائحة المنظفات على الأرضية وهي تمتزج مع رائحة المفروشات النظيفة، الطازجة. أشعر بأن كل المجهود الذي أبذله فيه يأكل سخطي وغضبي.

تشبهني القطط أو أشبهها، ففي المقابل، كلانا يوزع سخطه وإحباطه على البيت. حين أغيب طويلاً عن البيت يعاقبونني بفوضى في كل مكان، يزيحون المفارش، يسرقون الجوارب من سلة الملابس ويخفونها، يتسللون أسفل الملاءات ويخوضون معارك ضارية عبرها. يسقطون المنشفة أرضًا ويقضمون ما يمكنهم الوصول إليه من مناديل. حين أعود أتقبل كل فوضاهم بابتسامة، أراها في الحقيقة فعل حب.

حين أكون محبطة، أشاركهم نشر الفوضى في المنزل. أستمتع بأن هناك مساحة يمكنني ألا أكون فيها مثالية، يمكنني أن أمارس فيها ترف الإهمال والتمرد على المفروض والواجب دون أن تكون العواقب وخيمة، دون أي عواقب من الأساس. أنشر فوضاي ثم أرتبها وكأنني أقول لنفسي لا بأس، يمكنك دائمًا إصلاح كل شيء. مهما ساءت الأمور ستأتي تلك اللحظة حين تعيدين بيتك نظيفًا، وترتمين على أريكتك المفضلة بجسم متعب يشعر أنه الآن يستحق الراحة عن جدارة.

إرسال تعليق

0 تعليقات