كل ليلة أتفقد جرح قطتي، تغمرني الفرحة حين أراه يلتئم، وأشعر أنني فخورة بها لأنها قوية. رأيتها بطلة حين كان جسدها يطرد أثر المخدر في الساعات الأولى وتحاول بعناد أن تمشى رغمًا عن الخدر الذي يسري في أوصالها، وددت لو أضمها بفخر حين انتبهت لصوتي يناديها وحين أكلت قضمتها الأولى من الطعام.
أقول لأمي قلبي نيء لا يحتمل ألمها، لا يحتمل الألم بشكل عام. تقول إنه لين، لين بما يكفي ليسعهم.
أتمنى لو أن بإمكاني النظر لجرحي بالطريقة نفسها. لو أن أحدهم شرح لي من البداية حجم الجرح وعمقه، أخبرني بلطف أنه سيلتئم بعد هذا القدر من الوقت، وأن كل ما أحتاجه هو أن أعتني بنفسي، وألا أجرب أن ألعقه. وقدم لي في النهاية مضاد حيوي ومسكن للآلام.
أتمنى لو كان بإمكاني تفقده كل ليلة، لأطمئن أنني بخير، أنه يتضاءل، يلتئم، ويومًا ما سينسى كأنه لم يكن.
0 تعليقات