أود أن أشاركك الإحداثيات الآنية لموقعك في قلبي. الآن أنت في تلك البقعة المشتعلة بالنار. خليط من المشاعر يغلي، لا يمكنني أن أقترب حتى لأتبينه. بالكاد ألمح وجهك ولكنني أعرف أنك هناك من الرائحة. يصلني دخان كلماتك، ومشاعرك المرتبكة وشظايا إشاراتك مزدوجة المعاني.
لا تستقر في النار طويلاً، بعد دقيقة ربما تنتقل إلى تلك البقعة الرمادية الصماء. تتماهى مع كل الأشياء الباهتة هناك، قصص انتهت، أشخاص أذكر بالكاد ملامحهم وأسمائهم، ندوب اختفت وأفكار فقدت شغفي بها.
في الليل حين يخفت ضجيج رأسي ويعلو صوت الحنين، تنتقل إلى ذلك الموضع الهش الذي تصلني عبره كل الطعنات. يتسرب إليّ منه صوتك الخافت، طريقتك العفوية في المغازلة، دعاباتك التي تراها صديقاتي سخيفة وأقع أنا في حبها وأبتسم، خط يديك، نظرتك الطويلة العميقة في عيني، نظرتك الأخرى التي تجعلني أشعر أنك تبتلعني، يدك الافتراضية وهي تحل ضفائري، وحضنك الواسع الذي لم أجربه أبدًا.
أطمئن على موقعك هناك قبل أن أغرق في النوم، فيتغير موقعك مرة أخرى، تتوقف الإشارة لأنك تخرج عن التغطية. تصبح أكبر من المكان ويستقر قلبي بين يديك.
0 تعليقات