مقال عن "عزيزي رفعت" بقلم ا.محمد رفعت الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر
كانت الصحافة ولا تزال مصدرًا ونبعًا سخيًا للمبدعين، سواء فى الرواية التى استهوت عددًا من كبار الصحفيين مثل إحسان عبد القدوس وصلاح غانم وصلاح حافظ وغيرهم من العمالقة، أو كتابة الأغانى والمسرحيات والسيناريوهات للسينما والتليفزيون من خلال عشرات الأسماء والقمم الصحفية والفنية والأدبية مثل صلاح جاهين وبيكار ولطفى الخولى وأحمد صالح وعبد الرحيم كمال.
وأسعدنى الحظ الأسبوع الماضي، بحضور فعاليتين جميلتين لاثنين من أنبغ صحفيى هذا الجيل وأكثرهم موهبة وتميزًا، الأولى هى عرض مسرحية «كافيتريا عبد القادر» للزميل والصديق المبدع أحمد طنطاوي، وهو محرر وكاتب صحفى موهوب ورسام كاريكاتير خفيف الظل وشاعر وكاتب مسرحى صاحب رأى ورؤية، والثانية هى مناقشة كتاب «عزيزى رفعت»، للكاتبة الصحفية والمُدونة والروائية الجميلة سارة درويش رئيس قسم المرأة والمنوعات بجريدة اليوم السابع.
وأجمل ما فى مسرحية «كافيتريا عبد القادر»، هى تلك القدرة على الإيجار والتكثيف والحوار الممتع الذى كتبه «طنطاوي» بحس شاعر واحترافية كاتب معجون بالموهبة، استطاع أن يلخص قضايا كثيرة ومهمة مثل إحباطات الشباب ومعاناة البسطاء وخطر الإرهاب وجذور الفساد فى فصل واحد، لم نشعر خلاله بلحظة واحدة من الملل، من خلال أداء واثق ومقنع من معظم الممثلين وكلهم من الهواة الذين تمكن المخرج الرائع أحمد على من تدريبهم وتوجيههم بعصا مايسترو قدير.
أما الوصف المثالى لرسائل سارة درويش لـ رفعت إسماعيل بطل روايات «ما وراء الطبيعة» للعراب الراحل د.أحمد خالد توفيق، فهو ما كتبته القارئة آية حماد تعليقًا على الكتاب الممتع، قائلة: «الكتاب فعلاً محاولة للتعافى وهو مناسب جدًا لمن هم فى حاجة للحديث إلى أنفسهم ومكاشفة أرواحهم بمشاعر الوحدة واليأس والاتكاء لبعض الوقت على الجانب الرائع للبوح.. فى مواضع عديدة تحدثت سارة بلسان قلبى وعبرت عن مشاعر مختلفة ومواقف شديدة الالتصاق بذاتى ربما ما صارحت أحد بها قط.. أعجبتنى الرسائل للغاية وربما توقيت قراءتها تزامن نفسيًا مع ما كنت أرغب فى البوح عنه».
أما سارة درويش، فقالت عن كتابها: «حين كتبت لرفعت كان لدى الكثير من المشاعر الحبيسة، المخاوف الساذجة والشكاوى التى لا يعبأ بها أحد، فضلاً عن شعور قاسٍ بأن الحديث - فى هذه الحالة النفسية - مع آخر يعنى أنك تقدم لهذا الآخر حبل مشنقتك على طبق من ذهب، كنت أشعر بالخوف والضآلة والضياع الشديد رغم أننى أدور فى مسار محدد ربما أكثر من اللازم.
حين بدأت توقعت ألا أكتب أكثر من رسالتين أو ثلاثة ثم أمل وأنسى الموضوع كعادتي، لكننى كتبت لرفعت مرة بعد أخرى وكنتُ أشعر بالراحة، لم ألمس أبدًا ذلك التأثير المبهر للرسائل على روحى إلا بعد ما يقرب من عام، هذه الرسائل منحتنى السلام، جعلتنى أقرب لنفسي، جعلتنى أتخفف من الكثير من الضغوط والمخاوف».
0 تعليقات