"حدوتة تخوف"

"أبو رجل مسلوخة" "أمنا الغولة " "النداهة" كثيرًا ما نتذكر هذه الوحوش المرعبة من طفولتنا ونحن نرى اليوم أطفالنا يحتفلون بالهالوين مع رموز مختلفة للرعب بين أشكال الأشباح والقرع العسلي والقطط السوداء والساحرة الشريرة.

هل تذكر تلك الوحوش المرعبة من طفولتك؟ هل تذكر القشعريرة التي سرت في جسدك وأنت مندس في سريرك الدافئ إلى جوار إخوتك أو ربما متمسك بحضن جدتك ورغم كل ذلك الخوف الذي يضاعفه خيال الأطفال في عقلك إلا إنك تستجديها أن تكمل حكاياتها المرعبة والمثيرة.

في زمن التربية الإيجابية، أصبحنا نسخر كثيرًا من هذه الحواديت المرعبة، فيما يحذر خبراء من استخدام الوحوش الوهمية لتهديد الأطفال وإخافتهم تأتي المفاجأة أن هذه الحكايات المرعبة مفيدة للأطفال أكثر من تلك الحواديت الوردية ذات النهايات السعيدة.

الكاتب الإنجليزي كافان سكوت تحدث في إحدى المقابلات عن تجربته حين أجرى ورشة عمل عن القصص المخيفة والوحوش لمجموعة من الأطفال بين سن 8 و12 عامًا، وفي نهاية الورشة جاءت إحدى الأمهات القلقات تعبر عن استيائها من أن يسمع طفلها هذه الحكايات ويعاني من الكوابيس ليلاً إلا إنه أخبرها أن إدخال القليل من الخوف في الكتب الموجهة للأطفال أمر مهم.

السبب الأول في رأيه هو أن هذا ممتع، فنحن نحب أن نكون خائفين طالما أن لدينا شبكة أمان، وفي هذه الحالة شبكة أماننا هي أننا نقرأ هذه القصص المرعبة بينما نحن آمنون في بيوتنا.

السبب الثاني هو أن العالم مخيف بالفعل؛ خاصة للأطفال الذين يعانون من الخوف والغضب وربما الإحباط من الكثير من الأشياء التي لا يفهمونها في هذا العالم، ومن الصحي أن يجدوا وسيلة تساعدهم على التنفيس عن مشاعرهم السلبية تلك.

أما السبب الأهم، هو أن القصص المخيفة تساعد الأطفال على تعلم كيفية التعامل مع العالم الحقيقي، تعلمهم أنه لا بأس من أن يشعروا بالخوف وأنهم أحيانًا سيواجهون مواقف صادمة ومرعبة وأنه سيكون عليهم أن يتعاملوا معها، وأهمية التفكير للبحث عن حلول للمشكلات.

ختم الكاتب دفاعه عن فكرته بأن أهمية الرعب والحواديت المخيفة للأطفال لا يعني أن هناك شعرة بين الخوف الصحي والرعب المدمر لنفسيتهم. ولا ننسى أن المبالغة في مشاهد الدماء والأشلاء والعنف أمر خطير ويمكن أن يؤثر على الأطفال سلبًا ويجعلهم يميلون للعنف.

رابط المقال على موقع اليوم السابع 



إرسال تعليق

0 تعليقات