يجذبني التحدي في اللعبة البسيطة التي تلتهم وقتي وأصابعي بينما عقلي يسرح بعيدًا. أنشغل بها لساعات، يظن من يراني أنني أنغمس فيها بكامل تركيزي بينما أصابعي وحدها هي من تفعل.
القاعدة العامة للعبة أنه لا ينبغي أن تتوقف أبدًا، فذلك الشرطي الذي يلاحقك كذبابة صيف، ينتظر فقط أن تتعثر ليكمشك. لا تنتهي المطاردة، إنها أبدية كمطاردة توم وجيري. كل مرة يقبض عليك ويتوعدك بقبضة غاضبة ثم يفلتك من جديد بعد أن ترشو اللعبة بمشاهدة إعلان سخيف.
القاعدة العامة للعبة تشبه حياتي: لا ينبغي أن أتوقف لحظة، وإن تعثرت علي أن أنهض سريعا قبل أن تكمشني مخالب الذبابة. ولو كانت العثرة كبيرة أدفع الثمن ثم أواصل الركض. أجمع أشياء لا أحتاجها لكنها تقع في طريقي. أحيانًا أجاهد لتفاديها. بعض "وسائل المساعدة" في اللعبة تزعجني فعلا فأتعمد إفلاتها. أتعلم بسرعة كيف أتفادى الحواجز، كيف أقفز لالتقاط المكافآت وكيف أقرر أن بعضها لا يستحق المجازفة التي تنطوي عليها مطاردتها. أتعلم ألا أتحسر وأنا أراها تفوتني، فمن جهة أماني واستمراري أهم منها، ومن جهة أخرى أنا متأكدة من أنني سأصادف غيرها، بمخاطر أقل. وهذا الدرس الذي لم أتقنه بعد في الحياة.
The floor is lava القاعدة الاستثنائية لهذا التحدي تذكرني ببعض الأوقات في حياتي. ففيه حتى الأرض ليست آمنة. الأرض تحتي مشتعلة، يجب أن أجري لأطول مسافة ووقت ممكنين وأنا معلقة في الهواء. أقفز كبهلوان من سطحٍ متحرك لآخر، لا يمكنني أن أتوقف ولا يمكنني أن أمس الأرض كذلك. في التحدي هناك فرصة لخطأ واحد. لمسة واحدة للأرض المحترقة يتحملها اللاعب، في الثانية يموت. في الحياة، في هذه الرحلة السيزيفية، لا أعرف هل نحن محظوظين أم ملعونين بأننا نكتوي بالحمم عدد لا نهائي من المرات ويظل السباق مستمرا، دون حتى أن نتوقف لحظة لنرشو اللعبة بمشاهدة إعلان سخيف ثم نواصل الركض!
0 تعليقات