الأسد أم الغزالة؟

"قسوة أم سنة الحياة؟" يسأل عماد أبو صالح ثم يجيب: "الحقيقة أن القسوة هي سنة الحياة". أندهش حين أقرأ السطور في الكتاب الذي اقتنيته قبل شهور ولم أفتحه إلا في هذا الوقت بالذات، وأنا أدرك بحزن أن الحياة قاسية بالضرورة ولكن شعورك بها يتغير حسب موقعك منها، هل أنت في صف الأسد أم في صف الغزالة؟ اليوم للأسف يلفني الحزن وكأنني الغزالة نفسها.



الأسد أم الغزالة؟

في أيامٍ كهذه، لا يمكنني تجاهل حقيقة أن الحياة قاسية، أتذوق مرارة ذلك في كل التفاصيل. أفكر في القصة الحزينة خلف الطعام الذي أتناوله. مذاقه ممتع، أحبه، لكنه ليس بريئًا. حتى الدواء الذي يخفف ألمي،

 قطعة الملابس التي أرتديها وتجعلني أبدو جميلة، أنظر في المرآة فألمح في نسيجها عيون حزينة لأشخاص لا أعرفهم في مدينة بعيدة عملوا في ظروف قاسية لأجل  قوت يومهم. 

في أيامٍ كهذه، كل شيء يكتسي بلون دم الغزالة.

في أيامٍ أخرى، أغض الطرف عن كل هذا. ليس لأنني لا أهتم، ولكن لأنني متعبة جدًا. لا يمكن لرأسي أن يحتمل كل ذلك. أريد أن أصمت، أن أكف عن رؤية المعاناة التي تسكن الأشياء العادية. في لحظاتٍ كهذه، يقفز إلى ذهني مشهد البطل العملاق الحزين، رقيق القلب، في فيلم The Green Mile، وهو يقول بجزع: "أنا متعب، يا رب.. متعب من كل الألم الذي أشعر به وأسمعه كل يوم."

وفي أيامٍ أخرى، أستيقظ بقلب أسد. قاسٍ؟ ربما. لكنه عملي. يدرك أن قسوة الحياة ضرورة. وأنه ليس وحشًا. هو فقط يقوم بدوره الذي رسمته له الحياة. وأي خروج عن الدور سيفسد المسرحية كاملة. سيتم الاستغناء عنه سريعًا لأنه لابد من لعب هذا الدور وإلا لن تستمر اللعبة! 

أحب أن أصدق ذلك أحيانًا. ليخفت الضجيج في رأسي وتتوقف الأشياء العادية جدًا عن إيلامي. لألا تكون عيوني مطفأة وقلبي حزين بلا سبب. 

قبل أيام كنت أبكي وأنا أمشي في شارع نظيف. متجهة نحو بيت دافئ. أشعر بالدفء رغم برودة الجو حولي. معدتي ممتلئة ولكن قلبي توخزه الكثير من الأشياء التي ربما لا يتوقف عندها كثيرون. شعرت بالحزن وتساءلت وأنا أبكي: لماذا ينبغي أن تدور دائمًا معركة في رأسي؟ 

إرسال تعليق

0 تعليقات